The GCC’s Payment Revolution: Cash, Cards, and What Comes Next
The GCC is showing us how the future looks in a world of digital payments.
ثورة المدفوعات في دول الخليج: من النقد إلى المستقبل الرقمي
إعادة كتابة قواعد المدفوعات في الخليج
تمر دول الخليج بتحول جذري في قطاع المدفوعات. من كونها منطقة تعتمد على النقد أولاً، أصبحت اليوم تقود المستقبل الرقمي للمدفوعات على مستوى العالم.
الحرس القديم: البطاقات الائتمانية النقدية والنقد التقليدي
لفترة طويلة، كانت البطاقات الائتمانية هي الخيار الأساسي للإنفاق في دول الخليج، حيث توفر الراحة والانتشار الواسع. أما النقد؟ فلا يزال قيد الاستخدام في بعض الجيوب، لكن أيامه أصبحت معدودة.
الأرقام توضح ذلك. سوق البطاقات والمدفوعات المالية في الخليج ينمو بمعدل نمو سنوي مركب (CAGR) بنسبة 11.2% حتى عام 2030. ولكن مع ذلك، يحدث هذا النمو بالتوازي مع انفجار في المدفوعات الرقمية.
الهيمنة الرقمية: صعود منصات المدفوعات
المدفوعات الرقمية في دول الخليج تشهد نموًا غير مسبوق، حيث يُتوقع أن تصل قيمة المعاملات إلى 457 مليار دولار بحلول عام 2029 بمعدل نمو سنوي مركب يبلغ 16.2%. يعزى هذا النمو إلى انتشار التجارة الإلكترونية، واستخدام الهواتف الذكية، ورفض المستهلكين للنقد.
الأمر لا يتعلق بالراحة فقط، بل ببناء أنظمة متكاملة. المحافظ الرقمية مثل STC Pay والتطبيقات مثل Careem Pay ليست مجرد خدمات؛ بل هي منصات تدمج المستهلكين في أنظمة أوسع، تعيد كتابة قواعد اللعبة.
السعودية: مركز الثورة غير النقدية
تُعتبر السعودية النموذج الأبرز لهذا التحول. الحكومة لا تحاول فقط تقليل الاعتماد على النقد؛ بل تقوم بإزالة الأنظمة القديمة تمامًا لإفساح المجال للمدفوعات الرقمية.
وفقًا لبرنامج تطوير القطاع المالي، كان الهدف تحقيق 70% من المعاملات غير النقدية بحلول عام 2025. المفاجأة؟ تم تحقيق هذا الهدف في عام 2023. يُتوقع أن ينمو سوق المدفوعات الرقمية في المملكة بمعدل 8.06% سنويًا ليصل إلى 87.14 مليار دولار بحلول عام 2028.
انتشار المحافظ الرقمية وخدمات اشتر الآن وادفع لاحقًا (BNPL) مثل تابي وتامارا يُعيد تشكيل كيفية الإنفاق والادخار والتسوق في السعودية. النقد أصبح جزءًا من الماضي، حتى البطاقات الائتمانية بدأت تبدو وكأنها تكنولوجيا قديمة مقارنة بهذا التحول.
BNPL: حصان طروادة للإنفاق
خدمات BNPL أصبحت ظاهرة بارزة في الخليج، خاصةً في السعودية والإمارات. تقليل العوائق، توفير المرونة، والتوافق مع مبادئ الشريعة الإسلامية جعلها الخيار الأمثل للجيل الجديد.
شركات مثل تابي وتامارا تعمل على تغيير عادات المستهلكين وتستحوذ تدريجيًا على حصة سوقية من البطاقات الائتمانية.
ما هو القادم: الفرص والتحديات
على الرغم من هذا التحول الكبير، فإن التحول الرقمي ليس خاليًا من التحديات. مع زيادة المعاملات الرقمية، تزداد أيضًا مخاطر الاحتيال، مما يجعل الأمن السيبراني أولوية قصوى. هناك أيضًا خطر التشبع السوقي بسبب كثرة تطبيقات المدفوعات.
بالنسبة للبنوك التقليدية وشركات البطاقات الائتمانية، الخيار الوحيد هو الابتكار أو الخروج من اللعبة. من البطاقات اللا تلامسية إلى التكامل الأعمق مع المحافظ الرقمية، أصبحت الشراكات مع الشركات المبتكرة والبرامج الولائية ضرورة.
خلاصة: خارطة طريق المدفوعات في الخليج
دول الخليج لا تتبنى المستقبل فحسب؛ بل تبنيه. المدفوعات الرقمية أصبحت النجم الجديد، وسرعة التبني تضع معايير عالمية. لا تزال البطاقات الائتمانية موجودة، لكن ديناميكيات القوة تتغير بسرعة.
إذا كنت تعمل في الخليج ولم تعتمد بالكامل على المدفوعات الرقمية بعد، فأنت متأخر. وإذا كنت خارجيًا تطل على السوق، اعتبر دول الخليج مثالًا يُحتذى به في تحويل الاقتصادات من الأنظمة التقليدية إلى الهيمنة الرقمية.